ثقافة تحت عنوان "سينمائيون ضد الصمت": عريضة تستهجن صمت المهرجانات السينمائية العربية مما يحدث في غزة من إبادة جماعية
نشر في 23 نوفمبر 2023 (15:41)
تحت عنوان "سينمائيون ضد الصمت (من أجل فلسط.ي.ن)" أصدرت مجموعة من السينمائيين عريضة عبرت فيها عن استهجانها لصمت المهرجانات السينمائية العربية مما يحدث في غزة من إبادة جماعية مؤكدة أن السينما لا تنفصل عن الحياة وعن واقعنا السياسي الذي فرض نفسه على كل تفاصيل حياتنا الشخصية والمهنية. ودعت العريضة سينمائي العالم لدعم هذه الحركة والتضامن مع الزملاء السينمائيين ممن سحبوا أفلامهم ومشاريعهم من المهرجانات التي ما زالت مصرة حتى هذه اللحظة على عدم الاعتراف بحرب الابادة الجارية ولا المطالبة بوقفها.
نص العريضة:
بعد 75 سنة من احتلال أرض فلسطين و45 يوماً من عمليات الإبادة، لا يواجه الشعب الفلسطيني في غزة، اليوم، فقط حربًا أو مذبحة، وإنما تطهيرًا عرقيًا وإبادة جماعية ينفذها الكيان الصهيوني أمام أعين العالم أجمع. من واجبنا ومسؤوليتنا الآن، على المستويين الفردي كسينمائيين أو الجمعي كمهرجانات، أن نؤكد بأن ما يجري الآن هو إبادة جماعية للشعب الفلسطيني وأن نرفع الصوت للمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.
ايماناً منا بالدور الاعلامي والثقافي الذي يمكن أن تقوم به المهرجانات وعروض الأفلام فنحن نستهجن صمت المهرجانات السينمائية العربية في هذه المرحلة التراجيدية وعلى سبيل المثال لا الحصر، المهرجان الدولي للفيلم في مراكش الذي تجاهل دعوتنا السابقة الى اصدار موقف رسمي يدين العدوان الصهيوني على غزة واستمر بصمته مع الاستعدادات الأخيرة له، وأيضاً مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي المزمع تنظيمه هذا الشهر والذي لم يصدر عنه أي إشارة لما يتعرض له شعبنا في فلسطين.
كسينمائيين من المنطقة العربية وبلاد الجنوب، ما زلنا نواجه حتى هذه اللحظة الصورة النمطية المفروضة على أفلامنا، ومشاكل التمويل المشروط. وبالرغم من كل هذه الصعوبات والتحديات، لا نستطيع أن نغض النظر او السمع او الحس عن الوضع المأساوي الحالي ونكمل أعمالنا السينمائية وكأن شيئا لم يكن.
إننا نعلن رفضنا لأن نكون في موقف الصامت المتغاضي عن جرائم الاحتلال، ونعلن موقفنا الواضح والصريح مع حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة لنيل حريته من احتلال الفصل العنصري الصهيوني. ونتضامن مع كل صوت حر في أي مكان في المنطقة العربية وبلاد الجنوب والعالم أجمع. كانت فلسطين وما زالت فلسطين هي قضية جوهرية لكل الشعوب التي عانت من الاستعمار والحروب والظلم والعنصرية.
إننا نؤمن بالضرورة والحاجة لوجود مساحات عامة آمنة مع هامش واسع من الحرية، وبالتالي فنحن نتساءل كيف يمكننا صناعة سينما إن لم نكن أحراراً في التعبير عن حقيقتنا وواقعنا؟ هل نريد أن نربط مشاريعنا وأفلامنا بأطراف تتجاهل قضايانا، وتشتري حياديتنا وتسكت أصواتنا وتتلاعب بها؟ تجاهل هذه التساؤلات أصبح اليوم بمثابة غض النظر عن هذه الجريمة ضد الإنسانية التي تجري بحق شعبنا الفلسطيني حالياً.
نؤكد أن السينما لا تنفصل عن الحياة وعن واقعنا السياسي الذي فرض نفسه على كل تفاصيل حياتنا الشخصية والمهنية. وإن لم تلتفت هذه المهرجانات إلى قضايانا وتتواصل معها وتُعبّر عنها، وتسمع نداءاتنا المتكررة بإدانة العدوان والظلم الدائر حولنا، فإنها ومن خلال صمتها على هذا العنف تتعدى على مساحتها ومساحتنا وتطيح بالأماكن التي ظننا أنها ستكون آمنة ونستطيع أن نُعبّر فيها عن أنفسنا بحرية.
نحن صناع السينما من العالم العربي نحيي المهرجانات العربية أو الأجنبية التي اتخذت موقفاً واضحاً ضد إبادة الشعب الفلسطيني ونأمل من سينمائي العالم دعم هذه الحركة والتضامن مع الزملاء السينمائيين ممن سحبوا أفلامهم ومشاريعهم من المهرجانات التي ما زالت مصرة حتى هذه اللحظة على عدم الاعتراف بحرب الابادة الجارية ولا المطالبة بوقفها.
كما ندعوهم الى التوقيع على هذا البيان.
Aux cinéastes, ouvert à la signature et au partage